أي عاطفة هذه...! أي حنان هذا...!
هل تدرين أيتها الغالية أني من الذين لا تدمع عيونهم....
وكما قالوا: البكاء من علامات الحب ولكن يتفاضلون فمنهم غزير الدمع، ومنهم جمود العين، وأنا منهم فاني لأصاب بالمصيبة الفادحة ...أجد قلبي يتفطر ويتقطع وأحسُّ أن مرارتها أمرُّ من العلقم، ولا تجيب عيني البتة إلا في الندرة بالشيء اليسير من الدمع... فأنا من عصي الدمع..
ولكن إلا في هذا الموقف وهذا المشهد ..لحظة وداع فقد جعلتني أنوح كما تنوح النساء، وأبكي كما يبكي الأطفال... فالدموع حارة والعيون مشتاقة ...
أرأيت هذه الدموع ؟! إنها دموع من ذهب، بكت على انسانة كأنها الحرير ...
أبكي على تلك الانسانة التي لم اراها سوى شهراً ..فالاحترام والإعجاب والتقدير والأدب والصفاء والنقاء والطهارة كانت بيننا... وما تزال وستزال
التواصل والكلام والحب والود والوئام والحلال والالتزام كان يجمعنا
فالكلام طويل والقلم قصير .
وفجأة جاءت تلك اللحظة لحظة وداع!، تألفت من يومين ومن صفحتين.
وفجأة جاءت تلك الساعة ! تخبرنا بأن الرحيل قد اقترب وسيكون بعد لحظات.
وفجأة جاءت تلك الأحزان مع طيور النورس تلوح بجناحيها!.جاءت تلك اللحظة العصيبة وهي أن يقول أحدنا للآخر كلمة : وداعاً .جاءت تلك اللحظة العصيبة أن تقول العين للعين : وداعاً .
جاءت تلك اللحظة العصيبة أن تمسك يدي يدها وتقول وداعاً .
جاءت تلك اللحظة لتذرف الدموع وتكوي الوجنات لتجعل من ذكراها مكان في صفحات أريت هذه الساعة وهي ساعة لحظة الوداع إنها من أغلى لحظات العمر .تحمل الحب والشوق والأمل وتحمل الود والوئام والحنان والكرم فأي بحر هذا ...؟! عفواً أختي انتهى مع دمعات النجوم . يا ليلُ قطَّعت القلوب أسىً فابعث لها نسائم الفجر
من مقالاتي