الجهل به يتيح فرصة السيطرة والأنتصار

الجهل به يتيح فرصة السيطرة والانتصار
السرطان.. قاتل خطير يعمل بصمت ولا يعرف الرحمة
مرض السرطان هو أحد الأمراض الخطيرة الزائدة في الانتشار سواءً على الصعيد المحلي أو العالمي؛ وهذا المرض إن لم يتم علاجه بالشكل المناسب الفعال فإنه سيؤدي إلى معاناة شاقة، وربما الوفاة للمصاب؛ حيث إن هذا المرض له تداعيات صحية واجتماعية واقتصادية على الفرد والأسرة والمجتمع بأكمله، لذلك كان من الأهمية التعرف عن كثب عن هذا المرض وخصائصه، وطرق التعايش معه وعلاجه. والسرطان هو مجموعة من الأمراض التي تبدأ في الخلايا التي هي اللبنة الأساسية لتكوين الجسم. وللتعرف على السرطان فإنه لا بد من معرفة ماذا يحدث للخلايا العادية عندما تتحول إلى خلايا سرطانية. يتكون الجسم من أنواع مختلفة من الخلايا، هذه الخلايا عادة تنمو بشكل طبيعي وتنقسم لتكون مزيداً من الخلايا للحفاظ على بقاء الجسم وصحته؛ ولكن أحيانا يحدث تغييرا في عملية نمو وانقسام الخلايا فتنمو خلايا جديدة في الجسم ليس بحاجة لها، ويتوقف موت الخلايا المسنة.
هذه الخلايا الإضافية تكون كتلة من النسيج يسمى نموا أو تورما. ليست جميع الأورام سرطانية، فمنها الأورام الحميدة، ومنها الأورام الخبيثة. فالأورام الحميدة لا تشكل سرطانا وفي معظم الحالات يمكن استئصالها ولا تعاود الظهور مرة أخرى. وخلايا هذا النوع من الأورام لا تنتشر إلى بقية أعضاء الجسم والأهم بالنسبة لهذه الأورام إنها لا تشكل خطورة على حياة الإنسان المصاب بها. وعلى النقيض منها، فالأورام الخبيثة سرطانية في أصلها، وخلايا هذه الأورام غير عادية وتنقسم بنمط لا يمكن للجسم السيطرة عليه. وتقوم هذه الخلايا السرطانية بغزو وتحطيم جميع أنسجة الجسم المحيطة بها، كما أنها يمكن أن تنفصل من الورم نفسه، وتدخل الدورة الدموية الليمفاوية. (تشكل الأوعية الدموية شبكة من الشرايين والشعيرات الدموية والأوردة والتي من خلالها تتم حركة الدم في الجسم). والجهاز الليمفاوي يقوم بنقل اللمف وكريات الدم البيضاء من خلال الأوعية الليمفاوية إلى جميع أنحاء الجسم؛ ومن خلال التنقل خلال الأوعية الدموية أو الليمفاوية يتم انتشار السرطان من مركز السرطان الأساسي الى أعضاء أخرى من الجسم، حيث تتكون أورام سرطانية جديدة ويتم تسمية انتشار السرطان بهذه الكيفية (انتشارية السرطان).
كيفية الإصابة بالسرطان
لقد أجمع العلماء أن سبب السرطان هو تغيرات تحدث في الجينات التي تتحكم في عملية نمو أو موت الخلايا. والتغير في بعض أنماط الحياة وعوامل بيئية معينة تؤدي إلى تغير الجينات الطبيعية إلى جينات تسمح بنمو أورام سرطانية. من أهم العوامل التي تساعد على التغيرات الجينية والإصابة بالسرطان:
تقدم السن
وهو من العوامل التي تساعد على الإصابة بالسرطان، فمعظم المرضى الذين تتم إصابتهم بالسرطان تفوق أعمارهم الستين سنة؛ ولكن ذلك لا يعني عدم الإصابة بالسرطان بسن مبكرة.
التدخين
فالمدخنون يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسرطان من غير المدخنين سواء التدخين بصورة مباشرة أو الحياة في جو بيئي مليء بالدخان.
التعرض لضوء الشمس
فالتعرض للأشعة فوق البنفسجية الموجودة بأشعة الشمس تسبب شيخوخة الجلد وتلفه؛ والذي بدوره يؤدي إلى سرطان الجلد.
الإشعاعات المتأنية: والتي تؤدي إلى تلف في الخلايا، وبالتالي الإصابة بالسرطان. هذه الإشعاعات تصدر من الأشعة التي تخترق الغلاف الجوي للأرض؛ والإشعاعات النووية الناتجة من محطات توليد الكهرباء والأسلحة النووية، إضافة إلى الإشعاعات التي تستخدم في التشخيص الطبي. والتعرض لها النوع من الإشعاعات يؤدي إلى الإصابة بأنواع عديدة من السرطان مثل سرطان الدم، الغدد الدرقية، الثدي، الرئة، وسرطان المعدة.
بعض أنواع المواد الكيميائية ومواد أخرى
وبعض الناس العاملين في مهنة مثل مهنة الصباغة، والعاملين بالإنشاء والعاملين بصباغة المواد الكيميائية أكثر عرضة للإصابة بالسرطان، كما أن دراسات كثيرة أوضحت أن كثرة التعرض للبنزين أو الأسبستوس قد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان.
الإصابة ببعض الأمراض الفيروسية أو البكتيرية
قد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان. على سبيل المثال: الإصابة بداء التهاب الكبد النوع (ب) أو(ج) قد يسبب الإصابة بسرطان الكبد، وكذلك الإصابة بفيروس الايدز قد يسبب سرطان الغدد الليمفاوية.
بعض أنواع الهرمونات
مثل هرمون الاستروجين أو البرجسترون والتي تستعمل كموانع للحمل أو علاج بعض أعراض اليأس عند النساء، وقد تسبب سرطان الثدي أو جلطات دموية.
الإصابات الوراثية المسبقة للسرطان في العائلة
يتم انتقال الجينات الوراثية المسببة للسرطان من الآباء إلى الأبناء؛ فمن بين أنواع السرطانات المشهورة بالانتقال وراثيا سرطان الثدي؛ والمبيض، والأمعاء الغليظة.
شرب الخمر
فقد دلت الدراسات أن شرب الخمر بشكل يومي يشجع على حدوث سرطان الفم والبلعوم والمريء والكبد بالإضافة إلى سرطان الثدي وتزداد نسبة الإصابة بهذه الأنواع إذا صاحب شرب الخمر التدخين.
الغذاء غير المتوازن أو غير الصحي وعدم ممارسة الرياضة والسمنة تحفز الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان فقد دلت الدراسات أن الغذاء الغني بالدهون يحفز الإصابة بسرطان القولون والمبايض والبروستات، فيما أن عدم ممارسة الرياضة وزيادة الوزن تحفز الإصابة بسرطان الثدي والقولون والمريء والكلية والمبايض.
التوقف عن التدخين
استعمال التبغ بأنواعه يؤدي إلى الموت وكذلك الإصابة بسرطان الرئة والبلعوم والفم والمرئي، بالإضافة إلى الإصابة بأمراض القلب وداء الرئة والكثير من المشكلات الصحية المرتبطة بالتدخين. يعزى إصابة أكثر من 90% من سرطان الرئة إلى التدخين، كما وأن غير المدخنين معرضون بشكل غير مباشر لتأثيرات الدخان مما يجعلهم في خطر الإصابة بالسرطان أو أمراض تنفسية أخرى، لذا يجب التوقف عن تدخين السجائر والسيجار أو الشيشة، كما يجب إبعاد الأطفال عن المدخنين والمساعدة على خلق بيئة عامة في المجتمع وخالية من التدخين.
الفحوصات الدورية للكشف عن السرطان
توجد الكثير من الفحوصات التي تساعد على كشف السرطان مبكرا قبل أن يستفحل المرض وتزداد تعقيداته؛ خصوصاً إذا كانت هناك عوامل محفزة للإصابة بالسرطان مثل عامل الوراثة.
اتباع نظام غذائي صحي يعتمد على التقليل من تعاطي الدهون والإكثار من الفواكه والخضراوات
فقد دلت الدراسات أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين نوع الغذاء المستخدم والإصابة بالسرطان، فأكثر المصابين بالسرطان سنويا إصاباتهم مرتبطة بعادتهم الغذائية، وأوصت هذه الدراسات على التقليل من استهلاك الدهون وبالذات الدهون الحيوانية والإكثار من الفواكه والخضراوات والمكسرات والحبوب.
ممارسة التمرينات الرياضية بشكل منتظم
إن ممارسة التمرينات الرياضية يخفف من ضغوط الحياة، ويحافظ على تجنب زيادة الوزن، وتخفف من الإصابة بالسرطان.
إن ممارسة الرياضة بشكل متوازن على الأقل ثلاث مرات أسبوعيا يعمل على إحداث تغيير بارز في صحة الإنسان وإحساسه بمتعة الحياة ورونقها.
حماية الجلد من أشعة الشمس
التعرض الطويل أو المفرط لأشعة الشمس هو أحد أسباب الإصابة بسرطان الجلد، ومعظم الضرر يحدث في الأطفال والمراهقين، حيث إن خلايا الجلد في طور النمو، فلذلك لا بد من حماية الطبقة الجلدية لأطفالنا ولأنفسنا من الإشعاعات الضارة.
تجنب الممارسات الجنسية غير المشروعة
المصابون بالأمراض الجنسية التناسلية عرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم بالإضافة إلى نقل المكروبات المسببة لهذه الأمراض إلى الطرف الآخر.
تجنب شرب الكحول
يتسبب الكحول بموت ما نسبة 3% من المصابين بالسرطان وإذا تزامن تعاطي الكحول مع التدخين، فإن الخطر سيتضاعف.